لا حب بعد اليوم..
لاحزن..ولا دموع..ولا عذاب ضمير يؤرق المنام ويستدعي ذكريات الألم..
لن أطلب منك الرحيل..ولن يعنيني وجودك بقربي..
بل سوف أتماسك حين أراك..لن ينخلع قلبي..ولن أفقد صوابي
ولن تنهار حصوني..بنظرة من عينيك..
لن أذرف عبرة واحدة..شوقا إليك..أو حسرة على ماض أليم
وإن وجدتني يوما أبكي..فلا تمدّ يديك إليّ..لتجفف دمعي..وتطفئ ثورة أحزاني
ولا تحسب أن بكائي من أجلك..
إنما بكائي..على نهر الدموع ..الذي سكبته من أجل لا شيء..!
بكائي..على لحظاتٍ مسروقة..اختلسناها من الزمن..فكانت وبالاً علينا..
على أرق المشاعر..التي استُنزفت..وخلفت من ورائها حطاما بشريا..
على نزيف دماءٍ..أُهدرت من جروح غائرة في الوجدان..
على الفرح الذي كنّا نبتغيه من الحب الآثم..لنجد أننا قد بعناه بأرخص الأثمان..!
على الطفولة الساذجة..التي اغتيلت بيد الأنوثة الجريحة..
على براءة الزمن القديم..التي انتحرت على مذبح الكذب والوهم والزيف..
على القلوب الغضّة..والنفوس الحالمة..
أبكي على كل ذلك..ولا أبكي عليك..
ولا أرجو شيئا من وعودك لكي يتحقق..
ولم أعد حتى أحلم بالفارس المقدام..الذي لطالما أخبرتك عنه..ينتشلني من براثن التيه..والحيرة..وطول الانتظار..!
ها أنا اليوم..مخلوقة جديدة..تنبض بالأمل..في الغد..لا بالأمل فيك..!
وتحيا بحب الحياة..بآمالها وآلامها..إلا ذلك الألم الذي يُنسيك كل ألم مرّ بك من قبل..
حياةٍ..بكل ما فيها..بدونك..وبدون أن تذبح لك قرابين الحب..
ها أنا اليوم..أنشد لحن الوداع الأثير.
وداع الحزن الأبديّ..والحيرة اللا متناهية..
.وأعزف سيمفونية الرحيل..رحيل الحب الذي يستبيح العذاب..ويستعذب الآهات..
ويُفقدك أجمل معاني الحياة..ثم يمضي حسيرا لا يموت..ولا يُبقي عليك..!
ولا عجب..ولم يعد هناك ما يدهشني..سوى احتمالي لأشجانٍ لا معنى لاحتمالها..
ولا مبرر للصبر عليها..غير التعلّق بخيوط الأمل المتهتكة..
واعتياد الألم..كالهواء والماء..
وحين تفقد الأشياء معناها..يستوي التبر والتراب..
وبالنسيان..تستحيل الجروح الأليمة..إلى جروح يمكن احتمالها..
ثم تصير مع الأيام..ندوبا لا تؤلم..
لكن أثرها لا يزول..
فهي تظل بالقلب..أو ما بقي من رفاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق