الأربعاء، 31 أغسطس 2011

أعـــتـــذر



أعتذر إليك..
لأنني لم أعرفك قبلا..
لأنني لم أستبقيكَ دهرا..
وأنني لم أرتجيكَ عمرا..
يلون أحلامي..ويحقق فيكَ آمالي

أعتذر إليك..
لأنني قد تعبت قبل أن ألتقيك..
ولأنني يئستُ من التفكير فيك..
قبل أن أحتويك..
بدون أن أعتريك..
تماما كإحساسٍ عميق..

أعتذر..
عن ضياع آمالي قبلك..
وسواد أحلامي دونك..
ودمعتيَ التي ذرفتُها بدونك..لا عليك!
وفرحتي التي وجدتُها في غيرك..
وقلبيَ الذي يخفق قبل لقائك..
وحين ارتآك..تحطم على صخرة الندم
لأنه معك شعر بنبضه..
وأنه قبلكَ ما خفق!

أعتذر..
لأنني أسرفتُ على نفسي..
وأدميتُ مشاعري..
وقدمتُ على مذبح الهوان كرامتي..
قبل أن تشرق نفسي..باقتحامك حياتي!

لأعتذر..
عن عمرٍ مضى لم أذق فيه طعمك
وأيامٍ باقية..لن تكفيني لالتهامك
لأنكَ درّتي..وهبةُ عمري
وقبلكَ كنت أبحث عن الماس..
فلا ألفى سوى الحجر..وحبّاتِ حصىً
مرصعةٍ ببريق الزيف!

وقد أعتذر..
إن لوثت فيكَ النقاء..
لو طلبتُ منك البقاء في عالمي
وأعتذر لعالميَ الأفلاطونيّ..
أنني لم أحفظ عليه ماء وجهه
فأقنعة الخواء..تخذلني أمامك
لتراني أنت بلا دهاء..ولا زيف ادعاء!

أعتذر..
لأن ابتسامتي خانتني حين عرفتك..
ومرحيَ الذي أخفي به ما لا أطيق..
تخلى عنّي..
فوجدتني أشكوك..وأبثّك همومي..
وأهمس لك بأوجاعي
بلا ابتسامةٍ تكذب ما أقول..
أو دعابةٍ تخفف من وطأة الألم!

وأعتذر للألم..
لأنني جردته عاريا بين يديك..
بلا حياءٍ مني..بلا خوفٍ عليك
بلا أدنى محاولة..أن أكتمَ آهاته في أعماقي
ونحيبَ أشواقي..وذكريات شجوني
وعذاب أنيني..في حنيني!

وسوف أعتذر
للجمال الذي رأيته ولم يكن فيك
وللأمان..عن ضياعي على أعتاب قدرٍ جمعنا
وللندم..
أنني ما عرفته حقا قبل ندمي على كل شيء سواك
وسأعتذر للحب..
لأنني اعتقدته في غيابك..
ولأنني أحبك..
حبا يعتذر إلى الكون..
أنه ما مرّ يوما ببابك!


نوفمبر 2010

وانـهـزم الـحـب ..




أتدري؟
لقد تعلمت..! أخيرا تعلمت 
علمتني أنت..وأنا اكتفيت

علمتني..كيف أصوم عن الحب..وأمسك عن الاسترسال..في يقظة الأحلام..
علمتني..أن أكون باردة..أدفن مشاعري في ابتسامة باهتة..ومرح مصطنع..
علمتني..أنني لا أساوي شيئا..في دنيا الماديات الكئيبة..
علمتني..أن أحتفظ بآهاتي لنفسي..وألا أطلع عليها أي مخلوق..

علمتني كيف يكون الجرح..حساسية مفرطة..ومغالاة..في الشعور..!
علمتني كيف يغرد الطير..وهو مذبوح..!
كيف تتراقص الذكريات..في مخيلة الجنون..
كيف أراك..وأقسم على نفسي..بأن تتماسك..!
كي لا تبوح عيناي في نظرة..بما كتمته الليالي الطوال..

علمتني..أن الخيال خيال..والحلم لا يجرؤ أن يكون حقيقة..
علمتني..أن أبتلع مرارتي..كلما لاح في ناظري..طيف النقاء..وشبح الطفولة..
فالطفلة كبرت..قبل الأوان..
والنقاء صار من الأطلال..

علمتني..درسا..في أصول الكلام..والكلام..والكلام..!
علمتني..كيف أفكر في شرود..وأشرد وأنا أفكر كيف أفيق..!
وكيف أتخد قراراتي..تحت وطأة العناد..وكيف أتمادى في الحماقات..
وأصرّ على الهفوات..كي أبتعد ببشريّتي عن ملائكيّة وصفتني بها يوما..!

علمتني..كم هي غالية كرامتي..حينما انتحرت على مذبح الهوان..
واستجداء ما لا يمكن بالطلب أن يُنال..
وانتظار المستحيل..على الرغم من خواء الانتظار..!

علمتني كيف للحزن..أن يكون إنسان..
وكيف للمرء..أن يألف الحزن..ويأبى إلا..أن يحزن..!

علمتني..كيف يموت الحنين الجارف..ويختنق الشوق المشتاق..
علمتني كيف ينكسر القلب..فلا يجد السلوان..لأن الكاسر..كان العزاء..
علمتني..وعلمتني..أشياء وأشياء..
ولازلت أتعلم..
وفي آخر جولاته..
انهزم الحب


الأربعاء، 17 أغسطس 2011

عـلـى الـهـامـش ..





على هامش الحَيرة المتنامية..تنسابُ كلماتي:

ابتساماتي ..
غيضٌ من فيض إبهارك

تناقضاتي ..
تمادٍ في رحاب تفهمك


طفولتي ..
لهوٌ في سعة احتوائك
حزني ..
ملمحٌ في تعابير وجهك
عمري ..
هبتي التي قد لا تكفي

حريتي..
شرفٌ أناله بقيودك!

براءتي.
.تجاوبٌ لعفوّيتك

كرامتي
..كنزك الذي فيه لا تفرط

رقتي..
ضعفكَ الذي يُشعرتي بقوتي!

إلهامي..
قطرةٌ من ينابيع بَوْحك

سعادتي..
حلمٌ يراودني على وسادتك!

غيْرتي..
نارٌ لا يُطفؤها سوى لمسة حنانك

حنانُك..
شُرفتي تطلّ على جنة وجودك

وجودك..
عقدٌ من اللؤلؤ على جيد أحلامي

أحلامي..
تَرَفٌ شعرتُ بحتميته حين التقيتك

غربتي..
هي أفكاري خارج حدود عينيك


ديسمبر 2010


مـا بين أحـلامـنـا والـقـدر



أتذكر حديثنا معا..؟
تذكر حين أخبرتك يوما عن خوفي من الحب الذي لا يكتمل
يا للمفارقة..!
لم أكن حينها قد صارحتُ نفسي..لم أكن أعلم أني.......
كنتُ أسير في دربك ولا أشعر..
والآن..وبعدما استعصت علينا الأحلام..
تعاودني أدق الذكريات..وبتفاصيلَ لم ألتفت إليها من قبل
أخبرتك عن رجفة قلبي آنذاك..أتذكر؟
كانت تلك هي البداية..
بداية اعترافي لنفسي بما كنت لا أود الاعتراف به..بما كنت أهرب منه
ولكن..أين المفر من قدرٍ آتيكَ لا محالة؟
أتذكر أيضا..حين حدثتك عن شرذمة من البشر نلتقيهم
يتركون في أعماق أعماقنا بصمة خالدة ثم يرحلون؟
يا للقدر..!
هل كنتُ أتحدث عنا دون أن أدري؟
هل كانت تلك الكلمات..نعيا غير مكتوب لحب لم يكتمل؟ أو اكتمل ولم يرى النور؟
هل كانت رثاءً لقلبين أنهكتهما قسوة التجارب..فزاد رصيدهما تجربة أخرى فريدة..جمعتهما معا؟
إنه القدر إذن..!
القدر الذي أتى بي إلى هذا المكان لكي ألتقيك..
لكي أشعر بألفة غريبة حين أحدثك..
وكأن روحينا قد التقتا من قبل في السماء..في زمان غير هذا الزمان..
قدري وقدرك..أن تتعانق الأرواح..دون الأجساد
روحيَ التي تمنت بأن تكون لك..
بأن تهبك السعادة التي رجوتها..وتسعد معك
أن تمنحك طاقة الحنان التي بداخلي..وبركان الحب في وجداني
بأن ترسوَ سفني في ميناء ذاكرتك ولا تغادرها
أن تكون آخرَ أمنياتي..وأكون أجمل زهرة في حياتك
تمنيت أن أعيش عمري كله تحت قدميك..فأبى القدر أن يحملني إليك.



يناير 2011



مـا بـعـدكـِ من حـيـاة



وبعدكِ يا أمي..
صارت السعادة ضيفا عزيزا لا يحلّ..
وقلبٌ كقلبكِ من الاحتواء لا يملّ..
أنّى لي أن أجدَه..؟
وكيف إذن فيكِ لا أظلّ..؟!

بعدكِ يا نبضي..
اعوجّ الطريق..
وسالت دموع الألم كالحريق
واسودّت الأحلام..
وبارت سلعة الأيام
واللون الغمام..لا ينقشع
والهوّة بيننا.. تتسع ولا تتسع
والكون على رحابته...بهمّي يضيق

بعدكِ..
ساءني حالي..
وضاعت كل آمالي..
فبقائي..كترحالي
وبتّ ألتمس العزاء..
في ثوبٍ من الكبرياء..
أردّ به يد عطفٍ تُمدّ..
ولا أعبأ...بنظرات الجفاء

بعدكِ يا أمي..
لا أفقه شيئا في هذا الزمان..
ولا أدري أين بر الأمان
أتعثّر إن أردت الوقوف..
وأتلعثم إن بدأت الكلام

بل صرتُ يا أمي..
أحبو من جديد..!
كأنني للطفولة أعود..
أتذكر أياما كنتُ فيها بقربك..
وغاية أملي..أن أكون كظلك
لا أرتوي منكِ..
ولا أظمأ في ودّك!

لأنني يا أمي..
بحاجةٍ لأبكي..
 في حضنك
أنام على ذراعيكِ..
أستسلم لمداعبة أنامل يدكِ
أتنشّق عبير حنانك
وأقسم لنفسي..
أن لا ملاذ إلا جنابك..
وأنيَ لن أبرح بابك..
وسأقضي عمري على أعتابك

وأقول يا أمي..
عهدٌ عليّ ماضٍ..
لو تطؤني قدماكِ سأفخر
أو ترمقني عيناكِ سأخجل..
وإن تأمرين..
هرعت لتنفيذ ما تطلبين

وآه يا أمي..
لو تعودين..
لعادت إلى عروقي دماء الحياة
وعادت إلى وجهي نضارة الحياة
ولاختفت نزعات الشرّ من الوجود!
وانتهت إلى الأبد..مكامن المعاناة

لأنكِ يا أمي..
لأنكِ الحياة..
وما بعدكِ من حياة.




أكتوبر 2010

إمـعـانـا فـي النـسـيـان



كنتُ أظن..
أن بكائي من أجلك
وأن سيلَ الدموع المتدفق..
إبقاءٌ عليك..وعلى ذاكرتي منك
ولكنّ ظنوني هراء..
ويقيني تبخر في الهواء
فما بكائي إلا على نفسي..وما حنيني..
إلا لطفلةٍ..رحتُ وأنا أجرّ ذيول الخيبة..
أهندم ثيابها..ألملم شعثها
أناشدها أن: رجاءً..اكبُري..اكبُري !
---
أعدك..
سيظل قلبي نابضا بالحب..بالعشق..بالطهر
بحنان أمٍّ ثكلى..
سأظل كما أنا..بانكساراتي..وكراماتي
بشحوبي..بمرحي..بحزنيَ الكامنِ في عينيّ
وبجميع تناقضاتي
لن أنبش في أرض الذكريات..ما استطعت
لن أبحث عن مساحات الصدق فيما كان بيننا
فما جرى..قد جرى ولا ضَيْر!
لن أراكَ جلادي..ولا حتى ضحية قدري
سأراك كما أنت..كما كنت
لا كما تمنيت !
---
شيئا..فشيئا..
تنزاح عن عيني غشاوة الحب
وأقف في صمتٍ عجيب..أمام قبرك
لا أستعيد شيئا مما فات..
سوى مهابة موتك..
في حضرة قلبي
أيا حبا أضاء ثم احترق
..ارقُد هنا.. إلى الأبد !
---
أفيق أنا من سباتي..
ممتلئة بكل شيءٍ عداك
أصرّ على الحياة..
أو ما تبقى من الحياة
أتذكّر فجأة..شاهدَ قبرك
هل كان حُلما إذن..؟
أضطرب قليلا..
ثم لا ألبث أن تنفرج أساريري
حين تقنعني سنن الدهر !

يونيو 2011

إلـى: مـن بـاتـت أنـا



أمسك بقلمي..لأخط أحرفا ما اعتدت على وجودها في أوراقي..
أخطها إليكِ..أنتِ
أنتِ يا من جعلكِ القدرُ غريمتي..في شخصٍ في ذاكرة في ماضٍ يرسم المستقبل لا يهمّ..المهم أننا أبينا إلا أن نكون أحبّاء !
لن أقول أحبكِ..ولا أنكِ قطعة مني تشبه كلّي..وكلٌّ يشبه بعضي..وروحٌ التحمت بتفاصيلي..لن أقولها لأنكِ تدركينها..ولأنني ما عدتُ بحاجةٍ لأتكلم أو أصف ما يعتريني..
يكفيني الصمتُ على أعتابك..يكفيني لتشعري بكل دواخلي

تعلمين جيدا أنّ فجيعتي لا توصف بكلمات..وأن حزنيَ انحفر بداخلي وانتهى الأمر..
تعلمين لأنكِ ارتشفتِ أول ما بالكأس..فلماذا إذن أصف لكِ مرارته القاتلة ؟!
طرقتُ بابكِ مرات..في كل مرةٍ كنتُ أرتجف كالمذعورة من هول ما أرى..وما أشعر..
لم أكن أعلم كيف للكلمات أن تصفَ إعصارا يجتاحني عن آخري..لكنكِ احتويتني..
احتويتني بذلك الحنان الذي عشقته..والمرح الذي أدمنته..ومرارةٍ لازالت بحلقكِ من ذلك الكأس اللعين!

كانت خلجاتي تفضحني..تشي بغرامي..بحبٍ تمكن مني..بغيرةٍ تنهش لحمي..
وكنتِ تلك التي تدرك جيدا ما بي..ولكن لا حيلة لها في انتشالي..سوى يدٍ ممدودة بسخاء وعينٍ ترقبُ في حزنٍ ورجاء

لم أتكلف عناءَ البوح ولا مشقة خلع ثوب الكبرياء ولا لحظة التعرية..
تلك التي ترين فيها جيدا خيبة الأمل وانكسار القلب..ترين نفسي كما هي..بلا كرامات ولا سابق مبررات

يسألكِ لسانُ حالي في شرود خيبة: ألا أستحق؟! تجيبينني في حنانٍ ناقمٍ على ذلك البحر: بل تستحقين أحسنَ رجلٍ في الوجود
أهمس لكِ في لحظة يأسٍ من كل شيء: لن أحبَ بعد اليوم وسأرعى نبتة الكراهية تلك مادام الحبُ لا يجدي..تجيبين في شفقة تلتهم يأسي التهاما: مثلكِ لا يكره ولكنّ البعضَ يدفعكِ إلى نسيانه دفعا فلا تكوني حمقاء وترفضي!!
تتوالى عليّ الصفعات..وتتوالى على قلبي لحظات الحمق المكابرة..
كنتُ أفهم جيدا تلك الحيرة التي تنتابكِ حين أكون على شفا حفرةٍ من السقوط..
هل يُجدي صوتكِ المُحذر أم تدعيني لتجربةٍ فيها أكبرُ معلّم..حقا لا أدري أيهما أجدر..لكنني -أخيرا- تعلمت!
كنتُ بالسابق قد تعلمتُ أيضا ولكن هكذا الجرحُ يقبل التكرار..وهكذا المرء حين يحمل قلبا يحب بصدق وعقلا يفكر بعاطفة!

آآآآهٍ ما أقسى البكاءَ بلا دموع..دموعي التي انهمرت في عينيكِ..
وأنا اليومَ يا توأم روحي أبكي فرحا..فرحا لوجودكِ في حياتي
يا خليلة قلبي..وعزاءه..وبلسمه وشفاءه
يا من عوّضني الله بكِ عن أشياء وأشياء..وصدمةٍ بحجم الأرض والسماء
يا من سكنت مني الوريد..سامحيني

سامحيني لو خذلكِ فيني قلبٌ مُكابر..فقد خذلني لساني قبلكِ وراح يشكو ذلك البحر إليه..ويناديه بدلا من أن يُعاديه..ويدعو له مخافة أن يدعو عليه !
سامحيني لو فرّت دموعي أمام دهشتك..في موقفٍ لا يستدعي دمعةً واحدة بل كثيرا من الضحك أو حتى التضاحك
سامحيني..لو كان لكِ في كل مرة نلتقي بها موعدٌ مع ذاكرةٍ مُنفاة
سامحيني فلم يعد لي بعد الله سواكِ وإن كثر من حولي الأصدقاء..
سري معكِ وسرّ كلينا لا يعلمه سوى ربٍ أشهِده أنني انكسرت
ومن رحمِ لطفه بي وُلدت..
حين عرفتكِ.



يونيو 2011

مـا قـبـل شـتـاءٍ مُـنـتـظـر ..



مدينةٌ أنا..مدينةٌ لك بالكثير
فلولاك..ما عرفتُ أن بداخلي
كل هذا القدر من الحنان
وكل تلك السعة من الاحتواء
ورغبةٍ جمّة في العطاء
والأخذ بيديك..
مع شعورٍ جارفٍ بالاحتياج إليك

لا أدري كيف اجتمعت فيني كل تلك التناقضات
ولو في ظاهرها منطقُ وفلسفات
كيف كنتُ أريد انتشالك
وأنا الغريقة منذ الأزل
وكيف كنتُ دوما أصارحك
أنا الذائبة في بحارٍ من الخجل
كيف قتلتُ من أجلك الكبرياء
لأصون بأعماقي كرامةَ حبك
وكيف - بربّك- ظللتُ أحبك
وعقلي يرفضكَ بلا رجعة

مذ عرفتكَ وفيكَ شيءٌ يجذبني
يأسرني..يتخللني دون مقاومةٍ مني
لأكن صريحةً معك كما اعتدت
لستُ ممن يفقده البريق صوابه
ولم أعهد نفسي سوى امرأة جادّة
حالمة ربما..مرهفة الحسّ لا أنكر
لكنّ قلبي بابٌ موصد..لا يدخله من شاء
ولا تفتنه قشور الأشياء !
ولم يسل لعاب أنوثتي..
لرجولة محتملةٍ من ذكورةٍ واثقة !

يا من قلب موازيني..
وأحببته بصدقٍ أدهشني
أحببته لدرجةٍ تصورتُ معها أنه بإمكاني أن أرتدي ثوبَ أمومتي
وأنا أغضّ الطرفَ عن أنوثةٍ تجاوبها رجولتك !
لكنني ما احتملت..
ما احتملتُ أنصاف الحلول..ولا وجودنا في منطقة رمادية
لا هي بيضاء..ولا هي سوداء سرمدية
كيف أراك..ولا أرى فيكَ بقايا حلُمي
كيف أكفّ عن حبك..دون أن أحرم احتياجاتِ أمومتي بالسؤال عنك
والاطمئنان عليك..وربما بالانصهار مع متاعبك
معادلة مستحيلة..توقعتُ إمكانية احتمالها فانكسرْت !

لا بأس ببعض الألم..بالكثير من الدمع
والقليل القليل من ابتساماتٍ..أضبط بها نفسي مُتلبّسة
وهي تستعيدُ لحظاتٍ كالعمر
لا بأس بشجنٍ يدوم دهرا..وحسرةٍ تحفر بصماتها على جدار القلب
بل وقلبٍ ينتفض حزنا وفجيعة..كلما تذكر تلك اللحظة المأساوية
تلك الكوميديا السوداء..حينما دستُ من أجلكَ على أعماقٍ عليكَ ساخطة
فإذا بي ألفاني تحت قدمين أدركتُ فيما بعد أنهما لك !!

رحلتُ احتراما لذاتيَ المتزلزلة..لامرأةٍ لا أعرفها قد تكون شغلت منكَ موقعا
ولصورةٍ لكَ زينتُها في قلبي..وتصرّ أنت على تزييفها
وأصرّ أنا بحماقة المثالية المعهودة في أمثالي..أن أحتفظ ببقاياها

يا من بلغتَ مني منزلا لم يبلغه أحد
حسبكَ ذلك الجرح الذي أثخنني..
حسبكَ خريفٌ تشعّب في ثنايا روحي  
حسبكَ "أنا" التي لم تعد أنا..منذ أن لم تعد "أنت" بالنسبة لي أنت !
وحسبي منك..قلبٌ فيكَ كبير
يسع من النساء الكثير..
 لكنه لحظك أو لسوء حظك..
لا يسعني.




يونيو 2011

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

على جـثـمـان الحب ... فـلـيـسـقـط ما يسقط !



دمعةٌ هي..أو دمعات
 لا فارق,,


لم أعد حتى أهتم لدمعي
 لم أعد ألتفت


أنا التي أدمنتُ الالتفاتَ نحوك
و كنتُ أيمّم وجهي شطرَ حضورك


حضورك الذي كان طاغيا..
 باهرا لأنوثتي..وحلُميَ المريميّ


كنتُ أكتفي بنكهة ذاك الحضور..
في حضرة الغياب!
غيابك..غياب قلبك..


التفاتي إليك..والتفاتك عني
ورحيلي فيك قبل أن يكون عنك


***

كنتُ أحبك؟ أجل,,
وكنتُ أرعى نبتَكَ الجوريّ..
في قلبٍ تصدّع قبلك
فإذا به - لدهشتي-  ينهار بك!


 كنتُ أرى الحبَ طهرا وقدسيّة
لكنني معكَ شعرتُ بأنه أكبر ذنوبي


وأيّ ذنبٍ ذاك الذي يعدل حبي لوجعي
لأشلاء كرامتيَ المتناثرة على أعتاب أوهامك
ويقين ظنونك..أو ظنون يقينك


أيّ ذنبٍ ذاك الذي يعدل شغفي
برحيق حبٍّ خلتهُ لي..ثم ظننتُ أنه لها


فإذا بكَ تصرّ على تحطيم أملي
 وتكسّر طفولتي على أمواج فجيعتي


وإذا بي ألقاه حبا منك..لكـ!!
لا أكثر..ولا حتى أقل
**
***


تنساب الدمعات..وماذا يفيد لو بكيت
لو صرختُكَ أو صرختُ فيك


لو أعدمتُكَ فيّ على مقصلةِ ثأري لكرامتي..
وارتشفتُ كأسي في نخب انتصاري..بطعم مرارتي


ماذا يفيد..لو أجدتُ الضحكَ حتى الغباء
كي أشيحَ بقلبي عن حزنٍ هو الخواء


 يا عمرا نزفتُ فيه عمري
إنما..أبكي نفسي
وأنشدُ ترانيمَ وجعي..
في محراب زهدي..لا رغبتي

ماذا يفيدّ,,
 لو مزقتُ صفحة غيابك الدامي..عن كتاب آلامي؟
تمزيقها لا يعني اقتلاعك..كما بقاؤها لن يُرضي غرورك


فلتبق إذن..
فلتبق صفحتكَ في كتابي..تحترق قليلا بأوار عذابي
تلهبُ باقي أوراقي..وقد تُشعل فيكَ جمرَ أشواقي
لكنها حتما ستصيرُ رمادا..


وحينها كم سيحلو لي..
أن أنثر رمادك..في وجه خريفٍ
يأبى إلا أن يسكُنني
وأنا أُسقِطُ أوراقه عني.


مايو 2011

......"عـذـرا .. بدون اسم"




فليكن,,
صفحة من كتابي..وانطوت 
وأنا.. يا ألماً أنساني آلامي..
تعلمتُ كيف أطوي صفحات الماضي..
وكيف أرتدي قناع الخواء..
وكيف أرتشفُ مُرّ قهوتيَ الصباحية..بطعم الكبرياء

لستَ أول ألم..ولا أول حرقة..ولا أول أو آخر دمعة..
فقبلكَ بكيت..وقبلك تهاوَيْت..وقبلكَ احترقتُ بنارغيرك!
فلماذا الآنَ أُتساقط؟ وممّ أتوجّس؟ وعلامَ أتضعضع؟
إن كنتُ أعجب..فلأني أرى الماضيَ يطلّ برأسه
وأنت الذي يوماً رأيتُ فيكَ المستقبل..ترحل عن ناظري!

تُراك نتظر لي نظرة الذي أضاعك ثم شعر بقيمتك؟
تُرى شعرتَ بكبريائك يزهو من جديد؟
أتُرى اسمكَ يرانيَ الآن ضمن قائمة الخاسرين؟
لا وربك..
يا حباً عزّ عليه أن يجود..سوى بقلبي
لم أفقدك..لم أفقدك
نحن لا نفقد سوى من كان يملكنا قبل أن نملكه
وبعدَ عمرٍ طاعنٍ في الخسارة..
أقولها.. بكل ما لديّ من قناعات
أنا لم أكن لك.. سوى لحظات

وجعٌ أنت..عشتُ فيه عمرا..
صدقني إن قلتُ لكَ لم أُصدم..
لم أتحطم على صخرة الضعف المهين
 لأنني معك..
اعتدتُ أن تخونني فيكَ الظنون
اعتدتُ بك..أن أموتَ قبل أن أحيا
وذاك الحب الذي حدثتني عنه يوما..
هو حبكَ لشيءٍ بعيد المنال..
انطفأ بريقُهُ حين اقترب..
وأدركتُ أنا.. أنني لم أكن!

فما ذنبي إن كنتُ قبلكَ قد تشبعتُ الألم
وصرتُ أسيرة ماضٍ..وهواجس
وأمانٍ مفقودٍ بجدارة
وما ذنبكَ إن أتيتني هارباً من ماضيك
تائبا من آثامك..
لتجد ذنوبكَ بين يديّ..وتجدَ مرارتها في حلقي
فتبكي أنت القدر..وأندبُ أنا حظي!

لستُ بنادمة..لا عليكَ ولا على غيرك
كل ما في الأمر..أنني حين أحب بصدق
أتعامى عن عقلي..وأتخلى عن منطقي
ثم يتبدّى لي جنوني..حماقة قلبي..
وشروخ كبريائي!

لا تلتفت خلفكَ حيث تركتني..
ولا تذكرني..
لا تحمل همي..أو تنبش في أوراقي
فكلماتي ستموت..وذكرايَ ستموت
وثكلُ أمومتي..
سيمتطي صهوةَ جواد أنوثتي

سعيدةٌ أنا..
سعيدةٌ بك..سعيدةٌ بنفسي..سعيدةٌ بانكساري
سعيدة بأنّات احتضاري..ومُمتنّة لقدري
امرأة الخَيْباتِ أنا..
فكيف لا أهوى قدرا..
جمعني بخيبةٍ لم أجرؤ أن أحلمَ بها يوما؟


مايو 2011