الجمعة، 30 سبتمبر 2011

مرثيةُ حلمٍ على أعتاب توبة !




جمعتني بك..
قصة لك "على ورق" جمعتكَ بامرأة ربما هي فارقت الحياة
وأقصاني عنك..
قصة ثانية "على قدر"جمعتكَ بأخرى أتمنى لها من قلبي كل الحياة!
فما أقسى ما جمعنا..وما أقسى ما فرقنا
وما أقساكَ وأنت تعرف غيري في وجودي..حتى بعد رحيلها!
ما أغرب ما حدث..ما أقسى ما يحدث..وما أجمل ما لم يحدث!

رأيتكَ روحا تحلق في سمائي..تداعب أحلامي
وتُمنيني بما ليس في جعبتي..وما في غير مقدوري
وجدتكَ أجمل من خيالاتي..كأنكَ آهةٌ انطلقت من صدر تنهيداتي..دمعةٌ ذرفتها عيناي على جثمان خيباتي
كأنكَ أنت في ثوب أنا..أو أنا في هيئة ما تمنيتكَ أن تكون!
حقا أحببتك..عانقتُ بحزني أيامك..ولعقتُ بصمت أحرفي جراحك..ورأيتني –لا أدري متى- في إعفاءة ناعمة على صدر حنانك المرجوّ..ودفء احتوائك المنتظر

هاربةً كنتُ من وجعي..من أقداريَ الباردة..من دمائيَ الشاحبة..ومن حيرتي السرمدية
فكيف هربتُ إليكَ أخبرني؟ كيف هربتُ من شبح أقداري إلى من لم ليس قدري ورأيتُ فيه أجمل أيامَ عمري؟!

حقا أحببتك..
ولم أتكلف عناء كتمان حبك في قلبي..بل أخبركَ أنني أحببتُ رجلا ما وأنني راحلة فلم أعد أحتمل ذاك الشعور الثقيل!
كيف تصورتُ أنه بإمكاني أن أشكوكَ إليك؟ أن أخبركَ عنك؟ أن أبكي حبكَ على ذراع أخوّتك؟
فهمتني!
نعم وشعرتَ بي من أول وهلة..أدركتَ أنكَ هو وأنه أنت
شعرتُ بلمساتكَ تهمس في عطف: لا عليكِ
وربما حينها قرأتُ فيها وعداً آخر

حقا أحببتك..وأوجعتني
امرأةٌ جدية أنا..صريحةٌ إلى أبعد مدى
لا أعرف الالتواء..ولا أحب أن أرى التمني من باب الرجاء
لكنني معكَ قلبتُ موازيني..ورجوتُ فيكَ ما يتمناه غيري
ومنحتكَ في يومٍ مهيبٍ وربما كئيب..حبي ووفائي
وتصدعت أركانُ كبريائي

وابلٌ من الأسئلة العارمة يريد أن ينهالَ عليك
لماذا وكيف ومتى وأين وإلامَ وعلامَ وبأي وجه؟
كيف استطعتَ وكيف طاب لك
لماذا تماديتَ وعن أوجاعيَ المحتملة تعاميت
أين تركتني وفي أي مكانٍ حقا وجدتني
وهل رأيتني
متى كنت وإلامَ انتظرت
بأي وجهٍ عدت وعلام راهنت
عليّ! على قلبي..أم على وقتك؟
على ذاكرتي..أم على نسيانك؟
على لهفتي..أم طولِ حرمانك؟

بادلتني ولم تبادلني
دنوتَ لكنكَ لم تجدني..وجدتني فلم تراودني
وخنتَ مع أنكَ لم تعِدني

يا طفلا تمنيتُ أمومته..
جميلةٌ هي الطفولةُ فيك
لكنها أحيانا..قد تُزايدُ على رجولتك!

حقا أحببتك..
وحقا..
حقا خذلتني.  

أبريل 2011

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

عـن الـتـيـهـ أكـتـب



أحقا تدرك ما بي ..؟
أحقا تشعر بذي اللهفة الخفية في كلماتي ..؟
بخوفي منك .. ممزوجا بخوفي عليك ..
مني ..؟!
برحيلي المُغدق في الوجع .. السابحِ في ملذات الألم
الذليل لماضٍ علمني الكرامة !
المتوجس من آتٍ لا يختلف عن سابقه ..
المُحبّ للإباء .. النازفِ على الكبرياء
المُكابرِ حتى الحُمق .. الباكي حدَّ الموت
والصارخ بلا صوت !

أحقا أحببتني ..؟
أردتني ..؟ اشتهيتني ..؟ فككتَ شفرة عينيّ ..؟
قرأت ارتجافة شفتيّ ..؟
شعرتَ بيدي تتشبثت بطرف ثوبك .. وأنا أستدير راحلة ..؟!

أتفهم أنني  بعد خساراتٍ توالت ..
وتساقطَت وأسقطت وأصابت يقيني في مقتل
قد آمنت .. بالشك ..!!
آمنتُ بأنني لم أُخلق لآمُل ..ولم أكن لأرجو ..
بل لأشتق حياتي من جوف القنوط الرحيم !


كم كنتُ أرغب أن أكون تلك المرأة العادية ..
بحياةٍ اعتيادية .. ووجهٍ مألوف .. وعينٍ خاوية ..
وحبٍ سقيم !
ألأنني اخترتُ أن أكون كالأميرات في حبي .. وشوقي .. وانهماري
تقابلني جحافلُ الخذلان من حيث لا أحتسب ..؟
ولا تتركني .. إلا أمَةً تجترّ خلفها ذيولَ الخيباتِ تباعا تباعا ..؟
أم هو القدر ..؟
 وأيّ قدر ..!

قدري أم اختياري .. ؟
لعنةٌ هي .. أم صكُّ غفران ؟!
ذنبٌ هو .. أم نَصوحُ توبة ؟!
وإن كان توبة .. فلماذا إذن عن أحلامي لا أتوب ..؟
وإن كان مغفرة .. فلمَ لا أغفر لماضيَّ ما قد - بالفعل- مضى ..؟
ومن منّا حقا يمضي .. نحن .. أم القدر .. أم كلانا ..؟
ومن يسبق ..؟
ومن عليه منتصرا أن يعود ؟! 


سبتمبر 2011

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

قـلـمـي .. وحُلمـُ الحب



قلمي..يريد أن يكتبني!
يريد أن يغوص في أعماق ذاتي..
أن يعيد بناء جدراني المتصدعة..
أن يهبني مارداً من قمقم الفرح المنشود..
يحقق أمنياتي..
في وسط غياهب الحزن المعقود..
على صدر ضياع آمالي..

يريد أن يحررني من سطوته..
فقد غابت إرادتي في حضرته..
في حضرة الحبر الأسود كحلوك أيامي..
وأوراقي الغرّاء..كسريرة طفل
وكلماتي التي تهمس في وجع..إلى سطور البَوْح..
وأحرفي التي تنزف دما..مع كل قطرة حبر
وتذوب حمرتها..وتتلاشى في سواده
فيُخيل إلي..أن دميَ اسودّ ..
من سرمديّة ليالي الأرق!

يريد قلمي..
أن يحقق المستحيل..
حينما تمنى أن يخترق حصون قلعة أحزاني
أن يسبر أغواري..
ويقتلع جذور الألم التي لا تطرح سوى الألم..
ولا ثمار لها سوى العلقم..
ممزوجة بطعم الخواء!

يريد أن يفهمني قبل أن أفهمني!
أن يرتدي جلباب التبصّر..
في ما أعدّه جنوناً..
ويراه ضربا من الهذيان!
أن يصل يوما إلى شاطئ تيهي..
ولا يدرك أنه ليس للتيه مرفأ..

ولأنه قلمي..
أشفقت عليه من وبال ما يفعل..
فكفاه..امتهان التدوين
وليترك طلاسم ما يخطّ..
لمن اعاد تنفس اللا معقول..
وبات يراه منطقا حريّا به أن يُفهم!

أتساءل..
على هامش الحَيرة
لماذا يستحيل الجماد إلى قلب وعقل..
إلا إذا كان فيه..
 نفحةٌ.. من عبير الحُلم..
ولمحةٌ..
من جمال حبيبي !

نوفمبر 2010



لـن أقـولَ أحـ ـبكـ !



لن أقول: أحبك..
كي لا تعتاد مشاعري..
وتستعذب أنّاتي..
وترتوي من ظمئي فيك..
وحيْرتي في نفسي..
ولهفة قسماتي

لن أقول: أحبك..
لأن حبك صامت في أعماقي
هامس في أرجائي..
دافئ في أنحائي..
ناطق باسم عذابات الشوق..
دون أن يُدمي كبريائي!

إن لم أقل: أحبك..
فلأنه أكبر من أن تصفه كلمات
وأجمل من أن تحيط به بليغ عبارات

لأنني معك شعرتُ بعمق المعاني..
وترف الكلمات
ولأنني منك تعلمتُ الصمت..
في أشد الأزمات!

لن أقول: أحبك..
وبالأمس لمحتُ ابتسامتك في عينيّ..
واليوم شممتّ رائحتك في أشيائي..
وربما بالغد أجدك تحت جلدي..
أو ذائبا في دمائي!

وإن قلتُ يوما: أحبك..
فضف إليها بأن روحي تحبك..
بأن ما عشته وما لم أعشه يحبك
وأن قلبي وعقلي يحبك..
وأن جرحي وضعفي يحبك..
وأن حزني ويأسي يحبك..
وأنني بتناقضاتي أحبك..

فكيف أقول أني أحبك..
وعمري .. لن يمهلني
و "أحبك" ..
 تحتاج ألفَ "أحبك" ؟!

نوفمبر 2010


الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

ريـحـانـةُ الـلـحـظـات



ساعات هي..كانت لتكون كعمر..كعمر مضى قسرا..أو عمرٍ غالٍ سوف يمضي..
كانت لتكون..سويعات فرحٍ مسروقة..من بين براثن زمنٍ كئيب..
كانت لتكون..أحلام صبا..في طريقها لترى النور قبل المشيب..
أغرودة نشوى..وانتشاء..مقطوعة أهازيج تعزفها في ضوء القمر..على قيثارة القلب البضّ..
إعصارٌ حانٍ..بركان عطوف..أتى ليقتلعك من أرض الخراب..وليثور معك في وجه التعاسة..
كانت لحظات..ستكون في ذاكرة الخلود..وخلود الذكرى لأصالتها عنوان..
كانت حياةً في حياة..حياةً تتلهف أن تعيشها..في حياةٍ لا تريدها ولا تريدك..!
كانت لتكون الربيع الوليد..منرحم المعاناة الكامنة في أعماق القهر..

لماذا..؟لماذا انتحرَتْ على أعتاب المنى..كما ينتحر طول الأمل على أعتاب دنوّ الأجل..؟!
لماذا اعتلتْ صهوة جواد الرجاء..لترحل به إلى عالم المستحيل..على أنه الكائن لا محالة..؟ّ!
لماذا أبتْ إلا أن تريك ما تكره..في مكنون القلب وزهرة العمر الغابر..؟!
لماذا قدمت لكَ قرابين الرضا..على مذبح التخاذل الساخط..؟!

لحظاتٌ هي..كانت لتكون العمر..وما أغلى العمر!
تُراها الآن..رحمًا لا ينجب إلا الألم..؟أم مخاضا عسيرا لا يجلب سوى الرثاء..؟
حزنا يتعاظم لا يتقهقر..؟
أم ضريبةً تدفعها صاغرا..من خفقات قلبك الدامي..وروحك التي بلغت الحلقوم..وصوتك المبحوح من صرخة النقاء فيك..
وابتسامتك التي تتهاوى كالحلم الذبيح على شفتيك..ودمعتك التي تترنح كالثمل في عينيك..
والأرض تخالها تهتز..وهي تميد من تحت قدميك..والرمق فيك مشفقٌ عليك..وارتجافة يديك كما المجرم..وأنت عين القتيل!
ونقمة الخيال فيك..على واقع جاثمٍ على صدرك..لا يسمح لك أن تتنفس..حتى لكي تتخيل!

تلك اللحظات..كنتَ ترجو أن تمنحك عمراً آخر..تعيش فيه أو يعيش فيك..
فصرت تتمنى أنها ما كانت..لأنها سلبتك عمرك الحقيقيّ حين برّأتك من ماضيك..واغتالت حاضرك..فاستوى لديك التبر والتراب..فما عدتَ تستشرف المستقبل..

هي ريحانة اللحظات..يستهويكَ ريحها وتأسرك جاذبيتها..ثم تُفجع بمذاقها..وفجيعتك..لا تمنعك أن تتجرع علقمها رغما عنك..
لأنك إن لفظته كمداً..لفظتَ معه الحلمَ المريميّ..وبقايا الأماني الضائعة..وشموخك الكسير..
                                                                   
ولكي تبتلعه مُذعنا..ستضيف إليه نكهاتٍ من كأس مآقيك..محمرّا بدماء جراحك..ولتشرب يا صاحبي..في نخب الهوان اللعين.

أكتوبر 2010

تـرانـيـمـ الـعـذاب


حزينة أنا ..؟
لا تخالني لا أهتم
لكنني قديما..
بلغتُ من الحزن حدّا
وكأنه لا حزن بعده
ولا فرح قبله
فربما حسبتني..
برحيلك لم أغتمّ
كما بلقائك لم أبسم
لكنني اعتدت في صمتٍ..
أن أنفعل ..أو أتكلم!

أتألم..
ولا أريد أن أتعلم
من داخلي أتمزق
ذرات كرامتي..تتفتّق
وسيظل هناك من يتشدّق
بأنني..
لا أتألم!

بحاجةٍ لأن أتنفس
هواءً ..
بلا أحزان
بلا تفكير
بلا تأثير
بلا تغرير
بلا حرمان
بلا أنت ..
أو بلا إدمان!

سويعاتٌ قليلة..
من عمر الزمن
وعمرك المكدود
تعني لك الكثير
أو تسلبك الكثير
تراها دربا مفروشا بالورود
أو شقاءً بلا حدود
مع أنها .. سويعاتٌ
عن عمرك الباقي لا تذود!

سلامٌ عليكـ
ليس في قلبي لك ..
سوى الخير
سوى الودّ والدفء
سوى جمال الحور
سوى وردةٍ بأعماقي دفنتَها
أو بذرة حبّ..
لم يرَ النور !


أكتوبر 2010

أبــدَ الدهـ ـر ..



منذ ذاك الوقت..وأنا أحبك..وأحسدك..وأحسد من حولك..ومن عاش لحظةً إلى جوارك..بل ربما تمنيت أن أكون قطرة من دمك..لا أفارقك ما حييت..ولا أشهد لنفسي حياة إلا في ظلّك..أو بين يديك..
منذ تلك الخاتمة..وأنا أتطلع إلى بداية معك..أيّ بداية..ولو على سبيل جموح الخيال..واستغراق الأحلام..

تمنيتك قبل وجودك..في طريقي..وحين وجدتك..انقطعت بي الأماني..وخيّل إليّ بأن سعادة الكون كله..بين يديّ..وحين غبت عن ناظري..تشابهت الأيام..وتاه الأمان..والحنان..وضاعت الهويّة في وسْط الزحام..
ومذ عثرتُ عليك ثانيةً..والدنيا..جنّة..والناس ملائكة..وتلوّنت الأيام بلون الحب الصافي..والشجن اللذيذ..
وعاد الأمان ليسكن القلب..ويُضمّد جراح الزمن..وملامحي تحددت بملامحك..واستدلّت روحي على الطريق..طريقك..وانخرط الماضي في بكاءٍ مرير..وتمنّى الحاضر أن يظفر بهمسة إليك..تبثّك الجوى..وحنين التاريخ..إلى الأساطير..!
 واهتزّت صورة البشر..كل البشر..وازدانت صورتك..وتزيّنت..بأعذب خصالٍ يمكن للنفس أن تعرفها..خصالك..روعتك..سحر رجولتك وصدق فروسيّتك..

إن كنت لا تتكرر في الجيل الواحد..فكيف بالله  عليك..يُفرّط القلب فيك..؟! كيف يكون مصير ذكراك..كمصير باقي الذكريات..عالم النسيان..؟ كيف للنسيان أن يجرؤ..على النسيان..؟!
كيف للكتمان أن يُجدي معك..وقد ضاق بسرّك الصدر..واختنقت الأنفاس..؟
 لا أدري أيّ مخلوق أنت..بل ينتابني أحيانا هاجس بأنك مَلَك..فذلك الطهر..وذاك النقاء..لم أعهده يوما بين بني البشر..ولم أسمع به حتى مزاحا..عبثا..أو حلما..!
 نعم لم أحلم بك..لم أجرؤ..لم أتصوّر ولو جُزافا أنك أنت أنت..! ولكن لا يُهمّ..فالحقيقة أجمل بكثيرٍ من الخيال..وأروع من الممكن والمُحال..

وبعد كلّ هذا..يضيق صدري بذكراك..وترتعد أنفاسي من هَوْل تلك الفجوة العميقة..السحيقة بيني وبينك..!؟
لا..
فلْيضق الصدر..ولْتتحطم الضلوع..ولتختنق ذرات الهواء في الوجود..أو لتذهبْ نظريّات الحياة إلى الجحيم..
فسأبقى أحبك..وإن صرتَ ذكرى عابرة..وسأظلّ أتعبّد في محرابك..وإن ووُري الجسدُ الثرى..وصرت شبحاً لرجل..فستبقى أعظم الرجال..وأنبل الفرسان..
وسأتمنّى دوْما..أن أعيش في دمك..وفي دفءعينيك..وهدوء ابتسامتك..

دوْما سأتعلّم منك.. وسيصبح قلبي مثواك..وستظلّ أبد الدهر..حب العمر

السبت، 3 سبتمبر 2011

مـا قـبـل الـرحـيـل أو الـبـقـاء



(هناك شخص حولك يحتاج لأن يعرف قيمته لديك)
لم أكن أؤمن بهذه الجملة إيمانا يُدخلها حيّز التنفيذ..على الأقل بالنسبة لك!
فلطالما اعتقدت بأنني كتاب مفتوح للجميع..يقرؤون فيه ما أريد وما لا أريد
فكيف لا تقرؤني (أنت) بالذات!!

(أنت)..أي العالم بالنسبة لي..العالم الكائن بداخلي..وفيه أولد أنا كل مساء وكل صباح..أنام في جفونه وأستيقظ على جنونه..

(أنت)..أي همي الذي ليس لي همّ سواه..كيف هو وإلى أي شيء صار..أعيش في تفاصيله وتفاصيل تفاصيله..

ماذا أكل..هل قبّل أمه اليوم قُبلة الصباح المُفعمة بالامتنان..أي الثياب سيرتدي هذا اليوم..أيّ عطرٍ سيضع..لماذا يبدو واجما..ما الذي يُقلق منامه ويستدعي آلامَه..

(أنت)..هو ذلك الرجل الذي ملأ عليّ حياتيَ الفارغة من كل شيء وأي شيء..بما لا يمكن أن تخلوَ منه يوما..

(أنت)..نبضةٌ ساحرة من قلبيَ البضّ ليس لي أن أتجاوزها..هبةٌ من السماء لا تفقدُ يوما رونقَها..قضيةٌ دائمة في أعماقي لا تسقطُ أبدا بالتقادم..نَفَسٌ يُبقيني على قيد الحياة رغم الهواء الطَلق..

(أنت)..يعني "أنا" في جسدٍ آخر..أجوع فيأكل وأهوى فيعشق وأسعدُ فيرتوي وأتمارض..فقط أتمارض فيمرض!

مُلتحمان نحن رغم طول المسافات..لا قانون للبُعد يحكمُ علاقتنا ولا اعتراف بشرعيّة ما بيننا ننتظره من غيرنا فترتاح ضمائرُنا..

منصهران نحن في بَوتقة الألم..ذائبان في قهوةٍ للصباح مريرة لكنها ضرورة تُبقي على استيعابنا لمزيدٍ من جرعة الألم الحتميّة..

متكاثقان نحن كقطرتي ماءٍ متعانقتين على ركنٍ لواجهة زجاجية بحانوتٍ متهالك في برد الشتاء القارص..
وجودنا معا هو المِنحة الوحيدة في خضمّ المحنة التي تلفّ قلبينا..وهو  مصدر دفءٍ يدبّ في أوصالنا فيمنحنا ارتجافة أخيرة نودّ لو دونّاها في كتب التاريخ..
ارتجافة القلب المُقبل على دفء العمر وحرارة أخطر تجربة!

متلاشيان نحن من ذاكرة الزمن وحسابات الأيام وروتين الحياة..حسابات الزمن بالنسبة لي تبدأ معك..
فيوم دخولك قلبي هو يوم مولدي الذي لا مولد لي قبله..ويوم اعترافك لي بالحب هو يوم عيدي الذي فيه أوقدت شموعي وتزينت أشيائي وأصبحتُ أكثر جمالا وجاذبية!

أتراني بالغت؟ أو غاليت في تصوير مكانتك العارمة بقلبي وروحي وكل جوارحي؟! أتراني أجاملك على حساب مشاعري وكبريائي؟! أم تراني أوقد لكـ شمعة من نار سخطي على هوان ثقتك بي؟!

كيف؟ كيف بعد كل حرفٍ كتبتهُ وكل اهتمامٍ أبديته لا تزال غارقا في لُجّة الحيرة تلك؟ كيف لا تزال تتساءل عنك وعن قيمتك في نفسي؟ كيف؟

ولماذا - أخبرني- أبوح لكـ دون غيركـ بما يجيش في القلب؟ لماذا أختاركـ أنت لتشير عليّ في أدق أموري؟ ولماذا أبكي لما يحزنك..وأتنفس الصعداء حين تنقشع عن سمائك غيوم الأرق؟

لماذا عليّ أن أخسر حيائي كي أحوز عليك؟! لماذا عليّ.. أن أكتب إليك لا عنك..وأنت في كلا الحالتين تصلك كلماتي؟! لمَ لا تقدّرُ طبيعتي كأنثى تتشبث ببقايا التزامها الخُلُقيّ؟!

الآنَ يا نفسي..لن أطلب منكَ البقاء ولن أسألكَ الرحيل..
الآنَ بعدما جرّدتُني أمامك وخلعتُ عني ثوب كبريائيَ الأثير..
لن أناديكَ مجددا بـ"حبيبي"..ولن أبثك من بعدُ أشواقي ولا همساتِ حنيني أوصرخاتِ أنيني..

فإن شعرتَ ثانيا بحاجتك لمعرفة قيمتك..حاول أن تقرأني..أن تُمحّص كلماتي..ولا تسلني عنك..ولا عنا..
فليس بمقدوري حينَها سوى الصمت..الصمت المقهور!


ديسمبر 2011

الخميس، 1 سبتمبر 2011

والـدي الـحـبـيـب



تعرف؟
يمكن أكون فرحان بلهفة قلبي ليك..
يمكن حزين..على عمري اللي راح
من غير ما احس انك معايا..
من غير ما تلمس قلبي بسمة حب صافية..
تغير مني عليك..!

كان نفسي احبك من زمان..
كان نفسي اتوه من الطريق..
ألاقي روحي بتندهك..
وانسى البشر كل البشر..واجري عليك
وابيع حزني وهمي..وحيرة قلبي فيك
واشتريك..
وأوهب عمري ليك..
وادوب في أحضان الحنان اللي ف عنيك

كان نفسي أفتح عيني ع الدنيا..
أشوفك..
أعرفك..
أقول إنك أبويا..قبل ما تنطق شفايفك..
قبل ما تقولي يا بنتي..
أفهمك..أستوعبك..
أعيش إحساس أبوة ياخدني من الوجود..
ويرجعني ليك

ياريتني ما كنت عشت ولا اتولدت..
ولا شوفت يوم دمعة ف عنيك
ولا إني اشوفك والزمن عامل عمايله فيك
كان نفسي أحبك من زمان..
كان نفسي أتعلم أقولك كلمة حلوة
تبلّ ريقك..
تداوي جرحك..
تمسح دموع غالية..تهوّن من عليك

حتى لو ما بتحبش تعبر عن عواطفك
كان لازم ارضى بالنصيب..
كان لازم أفضل شايفة فيك..والدي الحبيب
واقولك اللي مقدرتش تقوله..
وافكرك بوجودي جنبك..من بعيد أو من قريب
عشت الأبوة في خيالي..وأملي فيك كان عمّال يخيب
وقفت مكتوف الأيادي..وكنت فاكر إني راضي بالنصيب
كان لازم اعمل حاجة يمكن يدوب جليد القسوة من كتر اللهيب !
سامحني ماقدرتش أعبّر..
مقدرتش أفرح يوم ما ضمتني إليك
يمكن فرحت وخفت أبيّن..
أو خفت أصدق حلم افوق منّه لماضيك

لو كنت مش عارف تعبّر..عن حبك الهادي الحنون أنا راضية بيك
يمكن بحبك من زمان..لكن النهاردة قدرت اقولها بجد ليك
والدي الحبيب


نوفمبر 2009