الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

أبــدَ الدهـ ـر ..



منذ ذاك الوقت..وأنا أحبك..وأحسدك..وأحسد من حولك..ومن عاش لحظةً إلى جوارك..بل ربما تمنيت أن أكون قطرة من دمك..لا أفارقك ما حييت..ولا أشهد لنفسي حياة إلا في ظلّك..أو بين يديك..
منذ تلك الخاتمة..وأنا أتطلع إلى بداية معك..أيّ بداية..ولو على سبيل جموح الخيال..واستغراق الأحلام..

تمنيتك قبل وجودك..في طريقي..وحين وجدتك..انقطعت بي الأماني..وخيّل إليّ بأن سعادة الكون كله..بين يديّ..وحين غبت عن ناظري..تشابهت الأيام..وتاه الأمان..والحنان..وضاعت الهويّة في وسْط الزحام..
ومذ عثرتُ عليك ثانيةً..والدنيا..جنّة..والناس ملائكة..وتلوّنت الأيام بلون الحب الصافي..والشجن اللذيذ..
وعاد الأمان ليسكن القلب..ويُضمّد جراح الزمن..وملامحي تحددت بملامحك..واستدلّت روحي على الطريق..طريقك..وانخرط الماضي في بكاءٍ مرير..وتمنّى الحاضر أن يظفر بهمسة إليك..تبثّك الجوى..وحنين التاريخ..إلى الأساطير..!
 واهتزّت صورة البشر..كل البشر..وازدانت صورتك..وتزيّنت..بأعذب خصالٍ يمكن للنفس أن تعرفها..خصالك..روعتك..سحر رجولتك وصدق فروسيّتك..

إن كنت لا تتكرر في الجيل الواحد..فكيف بالله  عليك..يُفرّط القلب فيك..؟! كيف يكون مصير ذكراك..كمصير باقي الذكريات..عالم النسيان..؟ كيف للنسيان أن يجرؤ..على النسيان..؟!
كيف للكتمان أن يُجدي معك..وقد ضاق بسرّك الصدر..واختنقت الأنفاس..؟
 لا أدري أيّ مخلوق أنت..بل ينتابني أحيانا هاجس بأنك مَلَك..فذلك الطهر..وذاك النقاء..لم أعهده يوما بين بني البشر..ولم أسمع به حتى مزاحا..عبثا..أو حلما..!
 نعم لم أحلم بك..لم أجرؤ..لم أتصوّر ولو جُزافا أنك أنت أنت..! ولكن لا يُهمّ..فالحقيقة أجمل بكثيرٍ من الخيال..وأروع من الممكن والمُحال..

وبعد كلّ هذا..يضيق صدري بذكراك..وترتعد أنفاسي من هَوْل تلك الفجوة العميقة..السحيقة بيني وبينك..!؟
لا..
فلْيضق الصدر..ولْتتحطم الضلوع..ولتختنق ذرات الهواء في الوجود..أو لتذهبْ نظريّات الحياة إلى الجحيم..
فسأبقى أحبك..وإن صرتَ ذكرى عابرة..وسأظلّ أتعبّد في محرابك..وإن ووُري الجسدُ الثرى..وصرت شبحاً لرجل..فستبقى أعظم الرجال..وأنبل الفرسان..
وسأتمنّى دوْما..أن أعيش في دمك..وفي دفءعينيك..وهدوء ابتسامتك..

دوْما سأتعلّم منك.. وسيصبح قلبي مثواك..وستظلّ أبد الدهر..حب العمر

ليست هناك تعليقات: