قلمي..يريد أن يكتبني!
يريد أن يغوص في أعماق ذاتي..
أن يعيد بناء جدراني المتصدعة..
أن يهبني مارداً من قمقم الفرح المنشود..
يحقق أمنياتي..
في وسط غياهب الحزن المعقود..
على صدر ضياع آمالي..
يريد أن يحررني من سطوته..
فقد غابت إرادتي في حضرته..
في حضرة الحبر الأسود كحلوك أيامي..
وأوراقي الغرّاء..كسريرة طفل
وكلماتي التي تهمس في وجع..إلى سطور البَوْح..
وأحرفي التي تنزف دما..مع كل قطرة حبر
وتذوب حمرتها..وتتلاشى في سواده
فيُخيل إلي..أن دميَ اسودّ ..
من سرمديّة ليالي الأرق!
يريد قلمي..
أن يحقق المستحيل..
حينما تمنى أن يخترق حصون قلعة أحزاني
أن يسبر أغواري..
ويقتلع جذور الألم التي لا تطرح سوى الألم..
ولا ثمار لها سوى العلقم..
ممزوجة بطعم الخواء!
يريد أن يفهمني قبل أن أفهمني!
أن يرتدي جلباب التبصّر..
في ما أعدّه جنوناً..
ويراه ضربا من الهذيان!
أن يصل يوما إلى شاطئ تيهي..
ولا يدرك أنه ليس للتيه مرفأ..
ولأنه قلمي..
أشفقت عليه من وبال ما يفعل..
فكفاه..امتهان التدوين
وليترك طلاسم ما يخطّ..
لمن اعاد تنفس اللا معقول..
وبات يراه منطقا حريّا به أن يُفهم!
أتساءل..
على هامش الحَيرة
لماذا يستحيل الجماد إلى قلب وعقل..
إلا إذا كان فيه..
نفحةٌ.. من عبير الحُلم..
ولمحةٌ..
من جمال حبيبي !
نوفمبر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق