الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

طـلاسـ ـمـ !




حينما تسمعني..

تشعر أن عبيري منذ زمنٍ يفوح فيك..

وأنني ثرية...لكنني لا أشتريك!

وربما أحبك..بدون أن أشتهيك!

وستحتاج إلى ألف عقلٍ...حتى تفهمني

***

وحينما تفهمني..

سوف تشعر بأنك لا تفهمك!

وبأنني ربما..لا أشبهني

وأن طلاسما تجري في دمي

فكيف لك إذن أن تعقلني..؟

***

وتريد يوما أن تقرأني..

كتابا مفتوحا..

سطوره نازفة..

وكلماته مختنقة..

ووريقاته مهترئة..

وأحرفه..تزيدك رغبةً في أن تسطرني!

***

وحينما تكتبني..

سوف تخونك العبارات..

وتتيه منك المفردات..

وتغوص في بحرٍ من الترهات..

ولا تملك إلا أن تحار في أمري


***

وحينما تيأس مني..

تستجدي الأمل أن يزور هواك..

وستحتاج إليّ..كي تغالب دنياك

فأنا عقد الصلح..

وأنا فيني الخصام أشواك

طريقي لا تمشي فيه...ولا ترحل عني!

***

وحينما تُسلمني مفاتحك..

وتلج أنت دهاليزي..

ستشعر أن تيهك قبلي..

أهون من انشطارك حولي..

وستلفى دمعة قديمة..تشكوك إليك!

لأنني كنتُ في عينيك..

وحين بكيتَ...لفظتني!




أكتوبر 2010

يَـومـَ رحـلـتِ ..



ويوم رحلتِ يا أمي..
شعرت بأن روحي..وقلبي..وعقلي..يرحلون معكِ..شعرت بالضياع..وبأنني بدونك...لا أساوي شيئا..ولا ألوي على شيء

يوم رحلتِ..
وبكيتِ  في حضني..وبكيتُ لبكائك..وانفطر قلبي لحزنك..وانخلع عقلي لرؤياكِ ساهمة..شاردة..وخيل إلي أن السماء ..والأرض ..والكون كله..يبكي معكِ

يوم رحلتِ..
لا أدري كيف فكرت بذلك..ولا كيف تصورته..ولكنني شعرت بأن وداعنا هذا..هو الأخير..وأنني لن ألتقيكِ ثانية..في هذا العالم..كل الأحداث تداعت..لتؤكد لي ذلك الخاطر الرهيب..والهاجس الأسود

لمَ يا أمي..علقتني  بكِ إلى هذا الحد...
لمَ أنتِ في عيني..كل النقاء..والطهر..والإيمان..والطيبة..في حياتي..
وبعدكِ أرى الأيام سوداء..قاتمة..ملوثة..شاحبة..قاسية..بلا حياة..وبلا لون

لمَ يا أمي..عندما أفتقد في هذه الدنيا النقاء..أراه ماثلا فيكِ..
وإن اشتقت إلى لحظة أمان..أراها بين أحضانك..وإن بحثت عن الحنان..نادتني عيناكِ..
فقط عيناكِ..تكفي لإذابة الجليد..وجلاء القسوة..من  صدأ القلوب

لمَ يا أرق الناس..علمتِني الصفح..والغفران..والمثالية..في دنيا..تلفظ الصفح والغفران ..وتأبى المثالية..
ولمَ الآنَ ألومك..على هذا..بدل أن أقبّل قدميكِ..عرفانا بفضلك..وامتنانا لروعتك

يوم رحلتِ يا أمي..
لم أعد أعرف معنى لحياتي..ولا طعما لابتساماتي..ولا قيمة في غيابك لآهاتي..
وصار البكاء مُتنفسي..والدعاء لكِ بالحفظ عزائي..والوحدة القاتلة تنهش لحمي..وتمتص من دمي

ولولا يا أمي..بقيةٌ إيمان بالقدر في نفسي..
لولا يقيني بأن الله مع الأنقياء..الأتقياء..مثلكِ..ولولا ثقتي في رحمته..بكِ..وبي..
لكنت قد متّ خوفا عليكِ..ولكنت تحطمت..على صخرة اليأس..
.يوم رحلتِ

مـسـتـنـي مـيـن ؟!




عدّى النهار
وفضلت انا
واقف ما بين
جنة ونار
تايه في بير
مالهوش قرار

ييجي النهار
وراه نهار
واشوفه ليل
واقول يا ليل
بلاش مرار
كفاية حزن
كفاية همّ
وكفاية غربة
عن الديار

وانا كنت فاكر ان الغريب
هو البعيد عن الوطن
اتاري ممكن أكون في أهلي
ويبن حبايبي وماليش سكن
وبدون وطن!

ايه الوطن؟
انا نفسي اعرف
مين الغريب ؟
إيه السكن؟

ليه الوطن
مالهوش مكان؟
ولا ليه زمان؟
وبحس بيه
ولا انتهى الإحساس خلاص؟
ولو انتهى..فين الخَلاص؟
وبحنّ ليه
ولا الحنين تاه من سنين؟
وبقى البُكا..من غير دموع
زي الآهات..من غيرأنين
زي السفر..من غير رجوع
زي العنين..الكدابين

همه العيون..بقوا يكدبوا؟
لو البكا ممكن يكون من غير دموع
يبقى العيون..ممكن تخون
ممكن تموت..ممكن تجوع
للحظة دفا
أصل الوفا..
داق الأمرّين واكتفى
والغدر قاله بالشفا
بقى عملة نادرة..واختفى

عرفت ليه الليل بقى زي النهار؟
والطعم واحد..غصّة مليانة مرار؟
من غير تمن..
تاه الأمل..والحب والخير والدفا
فاكر زمان وايامه؟خلاص كله اتنفى

منفى القلوب يا صاحبي أفظع م الدمار
طول ما النجوم بتبان في عز النهار
يبقى الوفا .. أكيد اختفى
حتى السؤال .. بقى غير مباح
يبقى الجواب .. داق الخنوع
حتى الألم .. حتى الدموع
لا هتبكي..ولا هتقول:موجوع

اطفي الشموع
مستني مين؟
أصل السفر..
ملّ الرجوع



سبتمبر 2010