الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

يَـومـَ رحـلـتِ ..



ويوم رحلتِ يا أمي..
شعرت بأن روحي..وقلبي..وعقلي..يرحلون معكِ..شعرت بالضياع..وبأنني بدونك...لا أساوي شيئا..ولا ألوي على شيء

يوم رحلتِ..
وبكيتِ  في حضني..وبكيتُ لبكائك..وانفطر قلبي لحزنك..وانخلع عقلي لرؤياكِ ساهمة..شاردة..وخيل إلي أن السماء ..والأرض ..والكون كله..يبكي معكِ

يوم رحلتِ..
لا أدري كيف فكرت بذلك..ولا كيف تصورته..ولكنني شعرت بأن وداعنا هذا..هو الأخير..وأنني لن ألتقيكِ ثانية..في هذا العالم..كل الأحداث تداعت..لتؤكد لي ذلك الخاطر الرهيب..والهاجس الأسود

لمَ يا أمي..علقتني  بكِ إلى هذا الحد...
لمَ أنتِ في عيني..كل النقاء..والطهر..والإيمان..والطيبة..في حياتي..
وبعدكِ أرى الأيام سوداء..قاتمة..ملوثة..شاحبة..قاسية..بلا حياة..وبلا لون

لمَ يا أمي..عندما أفتقد في هذه الدنيا النقاء..أراه ماثلا فيكِ..
وإن اشتقت إلى لحظة أمان..أراها بين أحضانك..وإن بحثت عن الحنان..نادتني عيناكِ..
فقط عيناكِ..تكفي لإذابة الجليد..وجلاء القسوة..من  صدأ القلوب

لمَ يا أرق الناس..علمتِني الصفح..والغفران..والمثالية..في دنيا..تلفظ الصفح والغفران ..وتأبى المثالية..
ولمَ الآنَ ألومك..على هذا..بدل أن أقبّل قدميكِ..عرفانا بفضلك..وامتنانا لروعتك

يوم رحلتِ يا أمي..
لم أعد أعرف معنى لحياتي..ولا طعما لابتساماتي..ولا قيمة في غيابك لآهاتي..
وصار البكاء مُتنفسي..والدعاء لكِ بالحفظ عزائي..والوحدة القاتلة تنهش لحمي..وتمتص من دمي

ولولا يا أمي..بقيةٌ إيمان بالقدر في نفسي..
لولا يقيني بأن الله مع الأنقياء..الأتقياء..مثلكِ..ولولا ثقتي في رحمته..بكِ..وبي..
لكنت قد متّ خوفا عليكِ..ولكنت تحطمت..على صخرة اليأس..
.يوم رحلتِ

ليست هناك تعليقات: