الأربعاء، 17 أغسطس 2011

مـا بـعـدكـِ من حـيـاة



وبعدكِ يا أمي..
صارت السعادة ضيفا عزيزا لا يحلّ..
وقلبٌ كقلبكِ من الاحتواء لا يملّ..
أنّى لي أن أجدَه..؟
وكيف إذن فيكِ لا أظلّ..؟!

بعدكِ يا نبضي..
اعوجّ الطريق..
وسالت دموع الألم كالحريق
واسودّت الأحلام..
وبارت سلعة الأيام
واللون الغمام..لا ينقشع
والهوّة بيننا.. تتسع ولا تتسع
والكون على رحابته...بهمّي يضيق

بعدكِ..
ساءني حالي..
وضاعت كل آمالي..
فبقائي..كترحالي
وبتّ ألتمس العزاء..
في ثوبٍ من الكبرياء..
أردّ به يد عطفٍ تُمدّ..
ولا أعبأ...بنظرات الجفاء

بعدكِ يا أمي..
لا أفقه شيئا في هذا الزمان..
ولا أدري أين بر الأمان
أتعثّر إن أردت الوقوف..
وأتلعثم إن بدأت الكلام

بل صرتُ يا أمي..
أحبو من جديد..!
كأنني للطفولة أعود..
أتذكر أياما كنتُ فيها بقربك..
وغاية أملي..أن أكون كظلك
لا أرتوي منكِ..
ولا أظمأ في ودّك!

لأنني يا أمي..
بحاجةٍ لأبكي..
 في حضنك
أنام على ذراعيكِ..
أستسلم لمداعبة أنامل يدكِ
أتنشّق عبير حنانك
وأقسم لنفسي..
أن لا ملاذ إلا جنابك..
وأنيَ لن أبرح بابك..
وسأقضي عمري على أعتابك

وأقول يا أمي..
عهدٌ عليّ ماضٍ..
لو تطؤني قدماكِ سأفخر
أو ترمقني عيناكِ سأخجل..
وإن تأمرين..
هرعت لتنفيذ ما تطلبين

وآه يا أمي..
لو تعودين..
لعادت إلى عروقي دماء الحياة
وعادت إلى وجهي نضارة الحياة
ولاختفت نزعات الشرّ من الوجود!
وانتهت إلى الأبد..مكامن المعاناة

لأنكِ يا أمي..
لأنكِ الحياة..
وما بعدكِ من حياة.




أكتوبر 2010

هناك تعليقان (2):

يا رب يقول...

أنت بجد بجد لازم تعملي كتاب

حاجة قمة في الروعة

ربنا يجمعك بطنط تاني و يكرمها فيكي و يبارك في عمرها اللهم امين

هِـبَـةُ الله يقول...

تسلميلي بجد يا ريما.. منوراني دايما