الأربعاء، 17 أغسطس 2011

إلـى: مـن بـاتـت أنـا



أمسك بقلمي..لأخط أحرفا ما اعتدت على وجودها في أوراقي..
أخطها إليكِ..أنتِ
أنتِ يا من جعلكِ القدرُ غريمتي..في شخصٍ في ذاكرة في ماضٍ يرسم المستقبل لا يهمّ..المهم أننا أبينا إلا أن نكون أحبّاء !
لن أقول أحبكِ..ولا أنكِ قطعة مني تشبه كلّي..وكلٌّ يشبه بعضي..وروحٌ التحمت بتفاصيلي..لن أقولها لأنكِ تدركينها..ولأنني ما عدتُ بحاجةٍ لأتكلم أو أصف ما يعتريني..
يكفيني الصمتُ على أعتابك..يكفيني لتشعري بكل دواخلي

تعلمين جيدا أنّ فجيعتي لا توصف بكلمات..وأن حزنيَ انحفر بداخلي وانتهى الأمر..
تعلمين لأنكِ ارتشفتِ أول ما بالكأس..فلماذا إذن أصف لكِ مرارته القاتلة ؟!
طرقتُ بابكِ مرات..في كل مرةٍ كنتُ أرتجف كالمذعورة من هول ما أرى..وما أشعر..
لم أكن أعلم كيف للكلمات أن تصفَ إعصارا يجتاحني عن آخري..لكنكِ احتويتني..
احتويتني بذلك الحنان الذي عشقته..والمرح الذي أدمنته..ومرارةٍ لازالت بحلقكِ من ذلك الكأس اللعين!

كانت خلجاتي تفضحني..تشي بغرامي..بحبٍ تمكن مني..بغيرةٍ تنهش لحمي..
وكنتِ تلك التي تدرك جيدا ما بي..ولكن لا حيلة لها في انتشالي..سوى يدٍ ممدودة بسخاء وعينٍ ترقبُ في حزنٍ ورجاء

لم أتكلف عناءَ البوح ولا مشقة خلع ثوب الكبرياء ولا لحظة التعرية..
تلك التي ترين فيها جيدا خيبة الأمل وانكسار القلب..ترين نفسي كما هي..بلا كرامات ولا سابق مبررات

يسألكِ لسانُ حالي في شرود خيبة: ألا أستحق؟! تجيبينني في حنانٍ ناقمٍ على ذلك البحر: بل تستحقين أحسنَ رجلٍ في الوجود
أهمس لكِ في لحظة يأسٍ من كل شيء: لن أحبَ بعد اليوم وسأرعى نبتة الكراهية تلك مادام الحبُ لا يجدي..تجيبين في شفقة تلتهم يأسي التهاما: مثلكِ لا يكره ولكنّ البعضَ يدفعكِ إلى نسيانه دفعا فلا تكوني حمقاء وترفضي!!
تتوالى عليّ الصفعات..وتتوالى على قلبي لحظات الحمق المكابرة..
كنتُ أفهم جيدا تلك الحيرة التي تنتابكِ حين أكون على شفا حفرةٍ من السقوط..
هل يُجدي صوتكِ المُحذر أم تدعيني لتجربةٍ فيها أكبرُ معلّم..حقا لا أدري أيهما أجدر..لكنني -أخيرا- تعلمت!
كنتُ بالسابق قد تعلمتُ أيضا ولكن هكذا الجرحُ يقبل التكرار..وهكذا المرء حين يحمل قلبا يحب بصدق وعقلا يفكر بعاطفة!

آآآآهٍ ما أقسى البكاءَ بلا دموع..دموعي التي انهمرت في عينيكِ..
وأنا اليومَ يا توأم روحي أبكي فرحا..فرحا لوجودكِ في حياتي
يا خليلة قلبي..وعزاءه..وبلسمه وشفاءه
يا من عوّضني الله بكِ عن أشياء وأشياء..وصدمةٍ بحجم الأرض والسماء
يا من سكنت مني الوريد..سامحيني

سامحيني لو خذلكِ فيني قلبٌ مُكابر..فقد خذلني لساني قبلكِ وراح يشكو ذلك البحر إليه..ويناديه بدلا من أن يُعاديه..ويدعو له مخافة أن يدعو عليه !
سامحيني لو فرّت دموعي أمام دهشتك..في موقفٍ لا يستدعي دمعةً واحدة بل كثيرا من الضحك أو حتى التضاحك
سامحيني..لو كان لكِ في كل مرة نلتقي بها موعدٌ مع ذاكرةٍ مُنفاة
سامحيني فلم يعد لي بعد الله سواكِ وإن كثر من حولي الأصدقاء..
سري معكِ وسرّ كلينا لا يعلمه سوى ربٍ أشهِده أنني انكسرت
ومن رحمِ لطفه بي وُلدت..
حين عرفتكِ.



يونيو 2011

ليست هناك تعليقات: