مدينةٌ أنا..مدينةٌ لك بالكثير
فلولاك..ما عرفتُ أن بداخلي
كل هذا القدر من الحنان
وكل تلك السعة من الاحتواء
ورغبةٍ جمّة في العطاء
والأخذ بيديك..
مع شعورٍ جارفٍ بالاحتياج إليك
لا أدري كيف اجتمعت فيني كل تلك التناقضات
ولو في ظاهرها منطقُ وفلسفات
كيف كنتُ أريد انتشالك
وأنا الغريقة منذ الأزل
وكيف كنتُ دوما أصارحك
أنا الذائبة في بحارٍ من الخجل
كيف قتلتُ من أجلك الكبرياء
لأصون بأعماقي كرامةَ حبك
وكيف - بربّك- ظللتُ أحبك
وعقلي يرفضكَ بلا رجعة
مذ عرفتكَ وفيكَ شيءٌ يجذبني
يأسرني..يتخللني دون مقاومةٍ مني
لأكن صريحةً معك كما اعتدت
لستُ ممن يفقده البريق صوابه
ولم أعهد نفسي سوى امرأة جادّة
حالمة ربما..مرهفة الحسّ لا أنكر
لكنّ قلبي بابٌ موصد..لا يدخله من شاء
ولا تفتنه قشور الأشياء !
ولم يسل لعاب أنوثتي..
لرجولة محتملةٍ من ذكورةٍ واثقة !
يا من قلب موازيني..
وأحببته بصدقٍ أدهشني
أحببته لدرجةٍ تصورتُ معها أنه بإمكاني أن أرتدي ثوبَ أمومتي
وأنا أغضّ الطرفَ عن أنوثةٍ تجاوبها رجولتك !
لكنني ما احتملت..
ما احتملتُ أنصاف الحلول..ولا وجودنا في منطقة رمادية
لا هي بيضاء..ولا هي سوداء سرمدية
كيف أراك..ولا أرى فيكَ بقايا حلُمي
كيف أكفّ عن حبك..دون أن أحرم احتياجاتِ أمومتي بالسؤال عنك
والاطمئنان عليك..وربما بالانصهار مع متاعبك
معادلة مستحيلة..توقعتُ إمكانية احتمالها فانكسرْت !
لا بأس ببعض الألم..بالكثير من الدمع
والقليل القليل من ابتساماتٍ..أضبط بها نفسي مُتلبّسة
وهي تستعيدُ لحظاتٍ كالعمر
لا بأس بشجنٍ يدوم دهرا..وحسرةٍ تحفر بصماتها على جدار القلب
بل وقلبٍ ينتفض حزنا وفجيعة..كلما تذكر تلك اللحظة المأساوية
تلك الكوميديا السوداء..حينما دستُ من أجلكَ على أعماقٍ عليكَ ساخطة
فإذا بي ألفاني تحت قدمين أدركتُ فيما بعد أنهما لك !!
رحلتُ احتراما لذاتيَ المتزلزلة..لامرأةٍ لا أعرفها قد تكون شغلت منكَ موقعا
ولصورةٍ لكَ زينتُها في قلبي..وتصرّ أنت على تزييفها
وأصرّ أنا بحماقة المثالية المعهودة في أمثالي..أن أحتفظ ببقاياها
يا من بلغتَ مني منزلا لم يبلغه أحد
حسبكَ ذلك الجرح الذي أثخنني..
حسبكَ خريفٌ تشعّب في ثنايا روحي
حسبكَ "أنا" التي لم تعد أنا..منذ أن لم تعد "أنت" بالنسبة لي أنت !
وحسبي منك..قلبٌ فيكَ كبير
يسع من النساء الكثير..
لكنه لحظك أو لسوء حظك..
لا يسعني.
يونيو 2011
يونيو 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق